مقدمة
في قلب ولاية قالمة الجزائرية، حيث تمتزج الطبيعة الخلابة مع التاريخ العريق، يبرز حمام دباغ كواحد من أشهر و أقدم الحمامات المعدنية في البلاد، يعرفه السكان المحليون و السياح بـ"حمام المسخوطين"، و هو إسم مرتبط بأسطورة شعبية تُروى منذ قرون، لكن بعيدًا عن الأساطير، يظل الحمام كنزًا طبيعيًا بفضل مياهه الساخنة التي تنبع من الأرض بدرجات حرارة مرتفعة، محملة بالمعادن العلاجية.
الموقع و الجغرافيا
يقع حمام دباغ على بعد حوالي 20 كيلومترًا غرب مدينة قالمة، وسط بيئة طبيعية ساحرة تحيط بها الجبال و الشلالات الكبريتية التي تعطي المنطقة مظهرًا خياليًا، و يعرف المكان بتكويناته الصخرية الغريبة، و التي نتجت عن ترسبات المعادن عبر مئات السنين.
خصائص المياه المعدنية
يتميز حمام دباغ بمياهه الغنية بالكبريت و الكالسيوم و المغنيسيوم مما يمنحها فوائد صحية مذهلة، و تصل درجة حرارة المياه إلى 98 درجة مئوية، مما يجعلها واحدة من أسخن الينابيع الطبيعية في الجزائر.
فوائدها الصحية
تُستخدم مياه حمام دباغ في علاج العديد من الحالات الصحية، منها:
- أمراض العظام و المفاصل: مثل إلتهاب المفاصل و الروماتيزم، حيث تساعد الحرارة العالية و المعادن على تخفيف الآلام و تحسين حركة المفاصل.
- الأمراض الجلدية: مثل الإكزيما و الصدفية بفضل التأثير المطهّر و المُجدّد للبشرة.
- مشاكل الجهاز التنفسي: البخار المتصاعد من المياه الكبريتية يساعد على فتح الشعب الهوائية و تحسين التنفس.
- الإسترخاء و تخفيف التوتر: الحرارة العالية تعمل على ٱسترخاء العضلات و تخفيف الإجهاد النفسي.
المرافق و الخدمات المتوفرة
يحتوي حمام دباغ على فنادق و منتجعات صحية توفر جلسات ٱستحمام علاجية، بالإضافة إلى أحواض مياه ساخنة، و غرف بخار، و مساحات للإستجمام، كما أن المنطقة غنية بالأسواق الشعبية و المطاعم التي تقدم المأكولات المحلية الشهية.
أسطورة حمام دباغ
وفقًا للأسطورة المحلية، كان هناك حفل زفاف ملكي في هذه المنطقة، و عندما رفضت العروس الزواج، غضب عليها القدر، فتحولت هي و المدعوون إلى تماثيل حجرية بفعل المياه الساخنة التي ٱندفعت فجأة من باطن الأرض، و رغم أنها مجرد قصة، إلا أنها تضيف سحرًا خاصًا لهذا المكان الفريد.
